انتقل الى رحمة الله يوم "30-12-2009م " والموافق لـ 14محرم 1431هـ، العلامة الفهامة الفقيه المؤرّخ النحوي البليغ سيّدي الشيخ أحمد بن السيد الحاج محمد الحاج الصديق الجعفري البوحمدي التواتي الادراري الجزائري المالكي ، عن عمر يناهز 92 سنة .
التعريف بالشيخ :
هو العالم الفقيه النحوي البليغ الشاعر الشيخ احمد بن سيدي محمد بن سيدي الحاج عبد القادر بن الحاج الصديق بن الحاج عبد الكريم الجزائري ويعود نسبه إلى عبد الله بن سيدنا جعفر الطيار بن ابي طالب المتواجدة ذريته في موريتانيا وجنوب الجزائر والمغرب الاقصى وليبيا ولد الشيخ سنة 1917 م في قرية بوحامد بزاجلو التباعتين لبلدية زاوية كنتة بدائرة زاوية كنتة ولاية ادرار دولة الجزائر .
وأمه الحاجه خديجة بنت سيدي محمد بن الشيخ سيدي دادّة وهي انصارية يرجع نسبها الى سيدي علي بن حنيني دفين زاجلو الذي يرجع نسبه الى الصحابي الجليل سيدي أبي أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
دراسته وتعليمه:
تربى الشيخ في أسرة اشتهرت بالزهد والصلاح ومحبة العلم والعلماء ، حرصت على تعليمه فبدأ بالقران الكريم في مسقط رأسه في الكتاتيب ، ثم انتقل الى مدرسة عمه الحاج أحمد بن سيدي عبد القادر بزاوية كنتة ليتم الحفظ للقرءان الكريم حيث حفظه حفظا تاما ، ثم انتقل قاصدا مدرسة الشيخ سيدي مولاي أحمد الطاهر بن عبد المعطي السباعي المراكشي بسالي والتي تبعد عن زاقلو مسقط رأسه بحوالي 50 كلم، مكث هناك مدة من الزمان حيث تلقى فيها عدة علوم منها ( علوم القران والحديث و النحو والصرف والفقه المالكي وأصوله والفرائض والبلاغة ….) وخلال فترة دراسته كان يدرس معه جملة من الفقهاء التي كانت المدرسة الطاهرية عامرة بهم فمنهم أخوه الحاج حمادو حفظه الله و العالم الرباني الشيخ محمد باي بلعالم رحمه الله والشيخ الفقيه سيدي محمد الرقاني رحمه الله والشيخ الفقيه سيدي الحبيب رحمه الله وغيرهم, تحصل على عدة إجازات أجازه بها عدة مشائخ منها الإجازة العامة أخذها عن شيخه الشيخ سيدي مولاي أحمد الطاهر بن عبد المعطي السباعي المراكشي المغربي بسالي واخد عنه الاوراد القادرية بالسند الى سيدي عبد القادر الجلاني واخد عنه ايضا الطريقة الادرسية الى مؤسسها سيدي أحمد بن ادريس واخد الاوراد الرقانية عن مقدم الطريقة الرقانية سيدي محمد ابن سيدي ملوك واخذ الطريقة الطيبية عن الشريف سيدي مولاي الحسن الوزاني صاحب لحمر ادرار وأخذ الاوراد الموساوية عن مدرسة سيدي احمد بن موسى بكرزاز .
رحلاته :
كان الشيخ رحمه الله داعية ربانيا بلغ درجة عالية في العلم وكان صوفيا معتدلا ينتمي الى مدرسة الصوفية الحقة الخالية من البدع ومن المنكرات والشطحات وغيرها بعد ما تخرج من مدرسة سالي انتقل ليدرس بمسقط رأسه حيث وفد عليه تلميذه العالم الجليل سيدي أمحمد الرقادي الكنتاوي حفظه الله حيث اخذ عليه مبادئ العلم قبل ان ينتقل الى سالي انتقل الشيخ رحمه الى بشار سنة 1960 ليبلغ رسالة العلم هناك وقبل ان يدور العام انتقل الى تمنراست حيث تتلمذ على يديه جملة من الطلبة والعلماء والاعيان من بينهم القائد البطل الشهير الحاج موسى اخاموك وفي سنة 1975 عيّنه شيخه الشيخ مولاي احمد الطاهري في مدينة عين صالح بطلب من ابناء عباس حيث قضى بقية حياته هناك حيث قسم العام بين بوحامد مسقط رأسه ومدينة عين صالح تخرج على يديه هناك تلامذة كثر منهم الطالب مبارك باقدير معلم قرءان والشيخ أحمد الناصر مفتش التعليم القرءاني والطالب عبد الله عبدالله وابنه اسماعيل ورغم انشغاله وجسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقه إلا انه لم يتوقف عن التحصيل العلمي والمعرفي ليشتغل بالتأليف فقد جمع عدة قصائد مجموعة في ديوان شعري مخطوط لم يطبع بعد, كان يعرف عند أهل توات بالشيخ النحوي لمعرفته الكبيرة بخبايا اللغة العربية, من اشهر قصائد شعره قصيدة في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم خالية من حروف المعجم, كما له عدة مراث في بعض علماء توات, ومن بين قصائده قصيدة في آداب الضيافة ومراتبها مطلعها:
رحب بضيفـك بعـد أن يجيء ولا * تكلف النفس ما يدعو إلى النصب
والأنس و الضحك والسرور حق له * مادام عندك ضيفا يا أخـا الحسب
واخرى في رثاء الشيخ سيدي الحبيب زميله في الدراسة
قال في مطلعها اطلال الكرام تبكي فقدا لأهلها*وايامهم تبكي لغيبة نورها
ومنهم من قد قضى بذا الحين نحبه*وغادرت روحه الكريمة دارها
السريّ الحبيب معلم الدّهى والهدى*المحلى بحلية المهابة والبهى
وله مخطوط مفيد جدا يسمى لذيذ الأقوات في من سكن وعبر أرض توات لم يطبع بعد. وله عدة رسائل وفتاوى هي معروفة عند طلابه
خلف ثلاث اولاد توفي واحد وبقي اثنان
هم عبد الكريم مات صغيرا وسيدي علي وعبد السلام